خاص | شهادات من مخيم جنين

تحوّلت شوارع المخيم إلى ساحة حرب، إذ لا يتوقف أزيز الرصاص إثر الاشتباكات مع قوات الاحتلال، فيما تملأ الرصاصات شوارع أحياء المخيم وآثار ودمار قوات الاحتلال في كل مكان؛ حسبما يروي شهود من مخيم جنين.

خاص | شهادات من مخيم جنين

دمار وخراب وحصار في مخيم جنين (Gettyimages)

لا يزال أهالي مخيم جنين محاصرون منذ ساعات فجر الإثنين إثر عدوان الاحتلال المتواصل الذي تزامن معه استشهاد 8 فلسطينيين فيما تدور اشتباكات في عدة مناطق تصديا للاحتلال واقتحامه بقوات معززة برا وجوا.

وبالإضافة إلى الشهداء الثمانية، أسفر عدوان الاحتلال عن إصابة نحو 80 جريحا بينهم 17 بحالة خطيرة؛ وفق آخر حصيلة أوردتها وزارة الصحة الفلسطينية حتى الساعة 19:10 مساء.

وعرف من الشهداء كل من سميح أبو الوفا، أوس هاني حنون، حسام أبو ذيبة، الفتى نور الدين مرشودي، محمد مهند الشامي، علي هاني الغول، أحمد العامر، ومجدي عرعراوي؛ فيما رجحت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع الحصيلة "بسبب وجود إصابات حرجة".

"المخيم دون كهرباء ومياه وإنترنت"

وتحوّلت شوارع المخيم إلى ساحة حرب، إذ لا يتوقف أزيز الرصاص إثر الاشتباكات مع قوات الاحتلال، فيما تملأ الرصاصات شوارع أحياء المخيم وآثار ودمار قوات الاحتلال في كل مكان؛ حسبما يروي شهود من مخيم جنين.

ويعيش سكان مخيم جنين من دون كهرباء ومياه كما أن خطوط الإنترنت والاتصال مدمرة منذ ساعات الليل، فيما تعيق قوات الاحتلال والشوارع المدمرة وصول طواقم الإسعاف إلى المصابين.

"الاحتلال أجهز على الشوارع والبنية التحتية"

ويروي محمد جبارين من مخيم جنين وهو أب لثلاثة أطفال، في حديث لـ"عرب 48"، بالقول إن "المخيم تحول إلى أنقاض، الشوارع مدمرة وأشبه بساحة حرب، وبالقرب من الحي الذي أسكن فيه هناك حفرة بعمق مترين على الأقل بسبب الجرافة وعلى ما يبدو بسبب القصف".

وأضاف أن "الشوارع والبنية التحتية تدمرت بشكل أكبر مما كان عليه بالأساس، ولكن هذه المرة أجهز الاحتلال عليها".

وتابع أن "أحد الجيران تعرض لإطلاق نار على يد قناصين حين حاول الصعود إلى سطح منزله، من هنا فهمنا أننا كلنا مستهدفون، إذ لم نفتح نافذة البيت منذ ساعات الفجر خوفا على الأولاد، ونحن نجلس في غرفة واحدة ونخاف أن يصيبنا أحد الصواريخ، حتى أننا لا نعلم ما يحدث بالقرب من البيت فالوضع خطير لكل من يتحرك في المخيم".

واستذكر جبارين بالقول "في ساعات الليل المتأخرة وبينما كنا نغط في نومنا، استيقظنا مذعورين على صوت انفجار واعتقدنا أنها عبوة ناسفة ولم نفكر أساسا بأن ذلك بفعل قصف قوي، ومن ثم سمعنا صوت انفجار آخر وبعدها عمّ الصمت، إذ كانت حالة من الهلع والصدمة وبعد دقائق بدأت قوات كبيرة اقتحام المخيم من كل المداخل وقامت بالتدمير والخراب".

وبينّ "حتى هذه الأثناء نحن دون كهرباء ومياه وإنترنت، إذ نسمع تحركات المقاومين ومن ثم نسمع آليات الجيش. نحن في قلق ولا ندري إلى أين سوف تتجه الأمور".

"الأوضاع تزداد سوءا كلما مرّ الوقت"

وذكرت الصحافية شذى حنايشة من جنين، لـ"عرب 48"، أننا "سمعنا صوت انفجارين كبيرين نتجا عن قصف جوي، ثم بدأت تتوارد الأنباء حول اقتحام كبير لقوات الجيش بكل معداتها وآلياتها العسكرية المرفقة بطائرات مروحية".

وتابعت أن "قوات الاحتلال بدأت بمحاصرة المقاومين رويدا رويدا وحشرهم في منطقة صغيرة في عمق المخيم، والمخاوف من أن يكون هناك شهداء كثر بسبب الاكتظاظ السكاني الذي يعاني منه المخيم. تقريبا كل ربع إلى نصف ساعة يسمع تبادل لإطلاق الرصاص بين المقاومين وقوات الجيش يرافقها دوي انفجارات قوية".

وأشارت إلى أن "المخيم لا يزال مغلقا أمام الداخلين إليه والخارجين منه، سيما وأن الاحتلال دمر كل البنية التحتية للمخيم والطرق المؤدية إليه، وحاصر أهالي المخيم منذ ساعات الليل وأبقاهم دون كهرباء ومياه وإنترنت، كما أن الإسعاف لم يستطع الدخول لإخلاء المصابين ولا أحد يعلم بالضبط ماذا يحصل في المخيم والأوضاع تزداد سوءا كلما مر الوقت".

"استهداف طواقم الإسعاف ومنع وصولها إلى المصابين"

وقال المسعف محمد جلال لـ"عرب 48"، إننا "كنا ننقل المصابين على الأقدام وتحت أزيز الرصاص بسبب أن قوات الاحتلال دمرت كل الطرقات المؤدية إلى المخيم، بالإضافة إلى استهدافنا بشكل مباشر من قبل القناصة، إذ تتعرض طواقم الإسعاف لإطلاق رصاص عند محاولتها نقل المصابين".

وأوضح أن "بين المصابين كانوا شبانا لم نستطع الوصول إليهم، بالإضافة إلى إصابات لشبان قام الاحتلال باعتقالهم وهم مصابون بجروح خطيرة، سيما وأن الكثير من الإصابات لا تزال داخل المخيم ولا نعلم عددها وحجمها، إذ أن الوضع سيئ جدا".

"نفاذ الغذاء في الوقت القريب"

وذكر رئيس الغرفة التجارية في جنين، عمار أبو بكر، لـ"عرب 48"، أن "الأوضاع تزداد سوءا والبنية التحتية مدمرة، إذ أننا لا نخرج من منازلنا وكل أهالي جنين والمخيم يلتزمون منازلهم منذ ساعات الاجتياح والوضع مخيف ومقلق جدا".

ولفت إلى أن "الجيش يقوم بتعزيز قواته والحركة منعدمة وخصوصا في المخيم. وضع المخيم سيئ جدا وهناك شهادات تصلنا عن حالات مأساوية، وقد تواصلنا بالغرفة التجارية مع الارتباط من أجل إدخال مواد غذائية إلى المخيم قبل نفاذها في الوقت القريب".

التعليقات